لماذا الجزائر تكره المغرب؟ وهل يمكننا القول أن المغرب والجزائر هم الاخوة الاعداء.
لأزيد من خمسة عقود والجارين المغاربيين في صراع كان مسلحا، والان سياسيا.
قطيعة دامت طويلا وتوترات تشحن الشعبين بالعداء، رغم الاخوة.
المغرب والجزائر، بلدان يتشاركان الدم و الأعراف، اللغة، الدين والمصير.
لكن الحب منعدم بين المملكة المغربية ودولة الجنرالات.
جدول المحتويات
هل الجزائر والمغرب أعداء؟
فما سبب هذه القطيعة؟ ولماذا الجزائر تكره المغرب؟ ولماذا المغرب يتصرف بدم بارد تجاه جارته؟
سبب الخلاف بين المغرب والجزائر:
لكل عداء وتوتر أو قصة حب بين بلدي تاريخ مخضرم بالمصالح السياسية.
لكن في أفريقيا خلف كل عداء، مستعمر، اقتحم الأرض انتهكها ثم راح وترك بصمته.
الجزائر دولة استعمرها الفرنسيون لأزيد من قرن، خلف معه أزيد من مليون و نصف شهيد.
المغرب هو الآخر استعمر من قبل الإسبان والفرنسيين عام 1912 رسميا مع توقيعه معاهدة الحماية، طبعا سبقه استعمار غير مباشر.
هل بشار و تندوف اراضي مغربية؟
بداية توتر العلاقات بين الجزائر والمغرب
في فترة الاستعمار غصبت إسبانيا المغرب من منطقة مغربية، كانت تكن الولاء للسلطان المغربي وهي منطقة تندوف.
والتي تتواجد الآن بضواحيها مخيمات المحتجزين لدى الجبهة الوهمية البوليساريو.
ظل علم المغرب يرفرف في هذه المنطقة إلى حدود السبعينات.
لكن حين اكتشف المستعمر المنطقة في الثلاثينيات واكتشف فيها مناجم الحديد أعلن أن المنطقة جزائرية، وأضافها إلى الجزائر كوسيلة لترك النزاع المفتعل بعد الاستقلال.
في عام 1956 نالت المملكة المغربية استقلالها، ليبدأ المغرب في دعم الجارة الجزائرية.
مما دفع فرنسا الى التفاوض مع المغرب، واقتراح المستعمر إعادة تندوف وغيرها من الأراضي المفقودة إلى المغرب في المقابل قطع الدعم لمتمردي الجزائر في جبهة التحرير الوطني.
ربما المغرب كان وفيا لجارته أو بالأحرى وفيا لعهد الصداقة والدم.
رفض عرض المستعمر وكما أوضح إدوارد ميريك ضابطًا عسكريًا فرنسيًا سابقًا في ذلك الوقت، اقتراب جبهة التحرير الوطني من المغرب وطلب اتفاقًا سريًا، حيث يوافق المغرب على عدم خيانة جبهة التحرير الوطني أبدًا، في مقابل موافقة جبهة التحرير الوطني على التفاوض بشأن مستقبل الأراضي المغربية التي تم ضمها في وقت لاحق.
حرب الرمال اعتداء المغرب على الجزائر 1963 :
عندما استقلت الجزائر عام 1962 رفضت الوفاء بالعهد واسترجاع تندوف لأصحابها.
اذ رفضت جبهة التحرير الوطني أن الصفقة قد حدثت في أي وقت، واعتبرتها دعاية خبيثة من قبل الملك المتعطش للأرض.
حاول الحسن الثاني التفاوض لكن كل الحلول باءت بالفشل، ما خلف عنه حرب دموية وسط الصحراء بين الجارين سميت بحرب الرمال عام 1963.
أصيب الجزائريون بالذهول عندما عبرت فرقة مغربية كاملة الحدود إلى تندوف، و اكتسحت العدد الضئيل من الجنود الجزائريين المحتجزين هناك.
تم تفجير المشاعر القومية في كلا الشعبين.
لكن الحرب انتهت بسرعة، حيث أرسلت كوبا ومصر قوات لمساعدة الجزائريين في قتالهم، بينما رفضت فرنسا والولايات المتحدة ، الحليفان الرئيسيان للمغرب ، تقديم أي دعم.
ليقوم الحسن الثاني بسحب الجيش من الجزائر الذي عبر الحدود إلى تندوف، واكتسح العدد الضئيل للجنود الجزائريين المحتجزين هناك.
ليعتبرها البعض هزيمة الجيش المغربي في حرب الرمال، وآخرون اعتبروها هزيمة الجيش الجزائري في حرب الرمال.
لكن في الواقع لم يعرف بعد من انتصر في حرب الرمال بين المغرب والجزائر.
ليظل المهم في الامر انه من هنا اشتعل لهيب حقد وعداء الجارة الشرقية للمملكة الشريفة.
اتفاقية 1970 :
بعد سبع سنوات أخيرا اتفق الطرفان في اتفاقية انتهت بعدم الاتفاق.
عام 1970 وافق الحسن الثاني على التفاوض مع الجنرالات، وذلك لتتنازل المملكة عن جميع المتطلبات في تندوف مقابل عدة صفقات.
مثل تقاسم الأرباح من مناجم الحديد وجهود التعدين المشتركة، ثم تصدير الحديد المستخرج في تندوف من خلال ميناء مغربي.
رغم أن الجزائر في بعض الأحيان لا تحترم الصفقة، على سبيل المثال ، وقعت الجزائر مؤخرًا صفقة مع شركة صينية لتصدير الحديد من المنطقة بطريقة أخرى.
تأسيس البوليساريو :
بدأت ملامح الهدوء تغزو جيران شمال أفريقيا.
حتى ضربت عاصفة جزائرية وتوقف معها الهدنة، وهي تأسيس البوليساريو من قبل الجزائر عام 1973 ليحول بين الهدنة والتفاهم.
واسم البوليساريو، هو انتقاء الحروف الأولى لعبارة اسبانية تعني: “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب”.
تأسست الجبهة في 20 مايو/ أيار 1973 بهدف إقامة دولة مستقلة في الصحراء المغربية.
بدأ النشاط العسكري للبوليساريو أثناء الاستعمار الإسباني للمنطقة وقد تلقت مساعدات من ليبيا والجزائر.
ويتلوها تنظيم المغرب للمسيرة الخضراء المضفرة، بغيت استرجاع الصحراء المغربية من الإسبان
المسيرة الخضراء والمسيرة الكحلة :
في 9 نونبر عام 1975 نضم الراحل الحسن الثاني مسيرة سلمية شعبية شعارها القرآن.
انها المسيرة الخضراء، بغيت استرجاع الأراضي الصحراوية التي احتلها المستعمر لأزيد من 90 سنة.
حيث توجّه 350 ألف من المغاربة عزلاً مقتحمين حدود تلك المناطق المحتلة وقتها، مرغمين مدريد على الجلوس إلى طاولة المفاوضات التي تتفتق عن اتفاق ثلاثي بينها وبين الرباط ونواكشوط.
لكن كما كان بالحسبان الجرارة الشرقية لم تتقبل الأمر بصدر واسع، بل نضمت هي الأخرى مسيرة معاكس لمبادئ مسيرة المغرب ألا وهي المسيرة الكحلة.
والتي جاءت كرد على توتر العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر.
وكردٍ على هذه التطورات، اختارت سلطات الجزائر طرد نحو 45 ألف مغربي قسرياً من أراضيها يوم 18 ديسمبر، كانوا مقيمين بمختلف المدن الجزائرية، بعد أن جُرّدوا من ممتلكاتهم وبيوتهم.
فبينما الأمة الإسلامية تحتفل بعيد الاضحى، أضحى مغاربة الجزائر مهجرون من ديارهم.
كانت دوريات الشرطة الجزائرية والدّرك تدور على بيوت الأسر المغربية، تستدعيهم للتهجير دون السماح لهم حتى بفرصة توضيب حقائب لسفرهم المصيري ذاك بلا رجعة.
دعم الجزائر للبوليساريو:
لم تتوقف الجزائر عن حشر أنفها في ما لا يعنيها، فحسب تقرير لسنة 2021 صرفت الجزائر أزيد من 375 مليار دولار دعما للجبهة الانفصالية الوهمية البوليساريو.
بالنسبة للجزائر فإن جبهة البوليساريو هي حركة تحرير مؤلفة من أبطال صحراويين شجعان، يقاتلون لطرد الامبرياليين المغاربة. وتأسيس دولة صحراوية مستقلة.
لذا فهي تسمح لها بالاستقرار فوق أراضيها وتدعمها ماديا وعسكريا.
في حين يقول الضابط الجزائري السابق، أنور مالك إن سبب هذا الدعم الجزائري لا يتعلق بما تعلنه الجزائر من “عدالة القضية” فقط، “بل لأن الجزائر وجدت فرصة لتصفية حسابات قديمة ومتجددة مع المغرب، حيث إن له أطماع معروفة في الصحراء الجزائرية وأيضا توجد منافسة على الزعامة في المغرب العربي”.
اما بالنسبة للمغرب فإن البوليساريو مجرد جبهة وهمية ارهابية جزائرية، تتكون من مرتزقة من الأحياء الفقيرة في الجزائر العاصمة وعدد من الصحراويين الذين نسوا جذورهم المغربية.
معركة أمغالا
بعد كل هذه الأحداث وخاصة استرجاع الصحراء المغربية و طرد آخر جندي إسباني.
باشرت الجزائر في أخذ غمار حرب مع المغرب عربون للكراهية.
في سنة 1976 وطيلة ثلاثة أيام من 27الى29 يناير، شهدت بلد أمغالا معارك ضاربة بين المغرب والجزائر.
والهدف تمكين مليشيات البوليساريو من السيطرة على كامل الشريط الممتد من سمارة الى العيون.
المغرب لدوره لم يتردد وارسل وحدة عسكرية يقودها الكولونيل بن عثمان لصد عدوان الجزائر.
لتنتهي المعركة بانتصار القوات المسلحة الملكية وبالتالي هزيمة المغرب للجزائر.
ثم أسر المغرب لحوالي 100 جندي وضابط جزائري.
بعد قراءة هذه الحقائق يمكن معرفة الأن لماذا الجزائر تكره المغرب؟
نحن لا ندعو للكراهية بين الدول لكن الحقيقة تظل حقيقة ويجب ان تروى كما هي وكما قال الملك محمد السادس المغرب في صحراءه والصحراء في مغربها.